أهمية الخشـــــــــــوع في الصـــلاة

 أهمية الخشوع في الصلاة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الصلاة عمود الاسلام وذكرها الله في أكثر من مائه موضع، وهي أكثر ما كان يوصي به النبي صلى الله عليه وسلم ,وهي أول ما يحاسب عليه العبد ،وهي العمل التي يكفر بتركه كما في الحديث " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم فلا بد من الإتيان بها بأركانها وشروطها وسننها
الذي معناه :حضور القلب وإن روح الصلاة وسرها ولبابها ,وثمرتها هو: الخشوع وسكونه وخضوعه لله تعالى ..
أي أنك عندما تقف في صلاتك فقد فتحت بابا مع ربك سبحانه تناجيه بخضوع وذلة وانكسار –فيجب في هذه الحالة التأدب مع الخالق تبارك وتعالي واحسان تلك الصلاة... والا كانت عقوبة عليك ووبالاً .
والخشوع : أول ما يرفع من الناس / فعن شداد بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أول ما يرفع من الناس الخشوع" اخرجه احمد وصححه الالباني
قال ابن القيم :أصل الخشوع الذل والسكون والانخفاض, قال الله تعالى :"وخشعت الاصوات للرحمن" أي سكنت وذلت وهو تذلل القلب لعلّام الغيوب , وأجمعوا على أن محله القلب , وأن لا تحصل ثمرة الصلاة بدونه . وللصلاة ثواب عاجل واجل , ومن العاجل قوة ايمان في القلب واستناره وانشراح وحلاوة وعباده وفرح وسرور ولذة وانما تحصل لمن حضر قلبه بين يدي الله كما تحصل لمن قربه السلطان منه وخصه بمناجاته –والله أعلى وأجل 0
• وان الرجلين ليكون مقامها في الصف الواحد وبين صلاتيهما كما بين السماء والارض .
*وقد دل على أهمية الخشوع في الصلاة أدلة كثيرة من الكتاب والسنة واقاويل السلف :
1- قال الله تعالى " قد أفلح المؤمنون *الذين هم في صلاتهم خاشعون "
أي ساكتون خائفون ساكنون متذللون ..
قال ابن كثير : الخشوع في الصلاة انما يحصل لمن فرغ قلبه لها واشتغل بها عما عداها واثرها على غيرها وحينئذ تكون راحة له وقره عين 0
• وقال القرطبي : كان الرجل من العلماء اذا قام الى الصلاة قام إليها يهاب الرحمن أن يمد بصره إلى شيء أو يعبث بشيء أو يحدث نفسه بشيء من الدنيا 0وقال سعيد بن جبير : خاشعون متواضعون لا يعرف من على يمينه ،ولا من على شماله، ولا يلتفت من الخشوع لله عز وجل .
2- وقال الله تعالى "" واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين " أي ان الصلاة شاقة وثقيلة الا على المؤمنين الخاشعين الخائفين والخشوع: هيئة في النفس يظهر منها في الجوارح سكون وتواضع ونظرا لما في قلوبهم من الخشية والرجاء للثواب تنعكس مشقة الصلاة فتصير لذة وراحة للمؤمنين .
3- وقال تعالى :"فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" أي غافلون عنها غير مبالين بها وهي تشمل السهى عن فعلها ووقتها والساهي فيها بعدم الخشوع والتدبر .
قال ابن كثير : ساهون عن وقتها او عن اركانها وشروطها او عن الخشوع فيها والتدبر لمعانيها فاللفظ شامل لذلك كله كما في الحديث :
" تلك صلاه المنافق يجلس يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها الا قليلاً " رواه مسلم
وقرأ ابن مسعود "الذين هم عن صلاتهم لاهون "
• وقال ابن القيم : ليس اللهو هنا عن تركها والا لم يكونوا مصلين , وانما اللهو عن واجبها إما عن الوقت كما قال ابن مسعود او الخشوع والحضور كما قال غيره ، والصواب انه يعم النوعين (مدارج السائلين 1/565)
ومصلحة الاخلاص والحضور وجمعيته القلب ارجح في نظر الشرع من مصلحه سائر واجباتها لأنه لبّها ومقصودها الاعظم وروحها وسرها .. أ.هـ

 أهمية الخشوع في السنة:
ومن السنه : عن عمار بن ياسر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ان الرجل لينصرف عن صلاته ما كتب له الا نصفها ثلثها ربعها خمسها سدسها سبعها ثمنها تسعها عشرها " أبو داود والنسائي واحمد 0 وحسنه الالباني
*وعن ابي ذر :"لايزال الله مقبلا على العبد في صلاته مالم يلتفت فاذا التفت انصرف عنه "ابو داود والنسائي واحمد0
• وعن ابي هريره رضي الله عنه : "إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التَّأذين، فإذا قضي التثويب اقبل يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى " متفق عليه
• عن زيد بن ارقم ان النبي صلى الله عليه وسلم "كان يقول اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها " وراه مسلم
• وروى المروزي بإسناده ان النبي صلى الله عليه وسلم " ما بال اقوام يتلى عليهم كتاب الله فلا يدرون ما يتلى عليهم مما يترك , هكذا خرجت عظمه الله في قلوب بني إسرائيل شهدت ابدانهم وغابت قلوبهم " اخرجه محمد بن نصر واحتج به ابن رجب

• وفي الحديث ايضا عن عثمان "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فصلى ركعتين لا يحدث فيها نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه"
 الاثار :

• جاء عن ابن عباس رضي الله عنه : (ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها).
• وقال ابن عمر "ان المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه ولايجهر بعضكم على بعض بالقران "
• قال الحسن :"اذا قمت الى الصلاة فقم كما امرك الله واياك والسهو والالتفات " اياك ان ينظر الله اليك وتنظر الي غيره وتسأل الله الجنة وتعوذ به من النار وقلبك ساهي لا تدري ما تقول بلسانك
• وعن سفيان الثوري "من لم يخشع فسدت صلاته "
• وقال الحسن "كل صلاه لا يحضر فيها القلب فهي للعقوبة اسرع "
• قال حذيفة من اليمان "اياك وخشوع النفاق ان ترى الجسد خاشع والقلب ليس بخاشع " وقال ايضا "اول ما تفقدون من دينكم الخشوع واخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ورب مصل لا خير فيه ويوشك ان تدخل مسجد جماعه فلا ترى فيهم خاشعا "
• وقال سهل "من خشع قلبه لم يقرب منه الشيطان "
• وقال عمر :"ان الرجل ليشيب عارضاه في الاسلام وما اكمل لله تعالى صلاه": لا يتم خشوعها وتواضعها واقبالها على الله عز وجل فيها0
• وقال الحسن لما ذكر له ان قوما يذكرون الضيعة في الصلاة قفال :تجدونه !قالو انعم قال والله لئن تختلف الاسنة في جوفي احب الي ان يكون هذا في صلاتي"
قال ابن القيم:
 مراتب الناس في الصلاة اربع :
1-الظالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوؤها وحدودها واركانها وواجباتها0
2-من يحافظ على مواقيتها وشروطها وأركانها ولكن ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فيذهب ويتمادى مع الوساوس والافكار والخطرات.
3-من يحافظ على ذلك ويجاهد نفسه في رفع الوسواس والافكار فهو مشغول بمجاهدة عدده لئلا يسرق من صلاته.
4- من اضمحلت عنده الوساوس والخطرات لأنه وضع قلبه بين يدي ربه فصار مشغولا بربه وحده قرير العين بصلاته مستلذا بمناجاته .
فالاول:معاقب – والثاني : محاسب – والثالث: مثاب –والرابع: مقرب.
وقال الشيخ محمد : ان مما يتهاون به الناس اليوم الخشوع في الصلاة: وهو حضور القلب وسكون الاعضاء اما حضور القلب فكثير من الناس حين يدخل في صلاته يبدا قلبه يتجول يمينا وشمالا في التفكير والهواجس . ومن العجب ان لا يفكر في هذه الامور قبل الدخول في الصلاة واعجب انه : انها امور تافهة لا فائدة فيها غالبا فهي لا تهمه في شؤون دينه ولا دنياه بل هي افكار هامشيه , يجلبها اليه الشيطان ليفسد عليه صلاته .
ولذا تجده يخرج من صلاته كما دخل لا استثناء بها , وقرت بها عينه , ولانشراح بها صدره , ولا نقص من منكر لا فحشاء .
*علامات عدم الخشوع :
1-كثره الحركة والالتفات في الصلاة والعبث والتحريك ولهذا لما رأي بعض السلف رجلا يعبث بلحيته قال لو خشع قلبه لخشعت جوارحه 0
2- الشعور في الصلاة بالثقل والكراهية والطول والتذمر والملل منها ودليل ذلك وانها لكبيره الا على الخاشعين ).
3-عدم العلم بما قرأ الامام .
4-عدم العلم بسهو الامام . فيزيد الامام او ينقص وهذا لا يشعر بشئ0
5-نقر الصلاة والعجلة فيها دليل اكيد على عدم الخشوع. لحديث صلاة المنافق السابق
الامور المعنية على الخشوع في الصلاة
وهي العلاج وهو قسمان :
1-قبل الصلاة : علاج ضعف الايمان .
اذا كانت سبب عدم الخشوع هو ضعف الايمان فعلاجه يكون بتقويه الايمان وذلك يكون بأمور:
• أ-العلم بالله تعالى حق المعرفة والتفكر في جلاله وقدرته وآياته العظيمة في النفس والكون وملكوت السموات والارض واخلق الله من شيء في البر والبحر والكواكب وكلما كنت بالله اعرف كنت منه اخوف.
قال ابن رجب "اصل الخشوع الحاصل في القلب انما هو من معرفه الله وعظمته وجلاله "
ب-بالإكثار من الاعمال الصالحة التي تقرب من الله تعالى فكلما اقتربت من ربك قرب ربك منك "من تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا ولايزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه "
ومن اهم القربات الجالبة للخشوع في الصلاة تلاوة القران "واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا "
ج-ترك الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها لا نه تغطي القلب وتظلم به وتجلب له القساوة والجمود والموت وبالتالي لا يمكنه الخشوع في صلاته وهذا يسبب له النفرة من القران والصلاة
• د-الاقلال من التعلق بالدنيا .. والاهتمام بالأخرة فكلما كثرت اشغالك الدنيوية –تجارات والمجالس
-اثناء الصلاة:
• استشعار عظمه الله سبحانه وتعالى الذي تقف امامه وتناجيه وترجو ثوابه وتخاف عقابه
• اتمام الطهارة والتوجه الي المسجد في وقت مبكرا والحرص على النوافل التي قبل الصلاة وبعدها
• تفريغ الذهن من الشواغل قبل الصلاة0
• تهيئه المكان المناسب للصلاة لا حار ولابارد ولا مزعج ولاطريق0
• التفكر في معاني ما يقول وما يدعو مع محاوله التنويع والتغيير كل فتره لان اللسان اذا اعتاد علي شيء هذه دون تفكر
• ان تصلي صلاه مودع اي ان تصلي وانت تفكر ان هذه الصلاة هي اخر صلاه في حياتك وذلك اوعى للخشوع والين للقلب كما جاء عن ابي ايوب الانصاري انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم :" عظني واوجز قاله له اذا قمت في صلاته فصل صلاة مودع " رواه احمد .
وعن ام سلمه :" اذا صلى احدكم فليصلي صلاة مودع من لا يظن انه يرجع اليها ابدا ... وعن انس يرفعه "اذكر الموت في صلاتك فان الرجل اذا ذكر الموت في صلاته لحري ان يحسن صلاته
• ان يأتي بالخشوع الظاهري المقدور عليه وهو ان تضع احدى يديك على الاخرى وتنظر الى موضع سجود وتضع السترة المناسبة .
• ان تدعو الله سبحانه وتعالي في اوقات الإجابة ان يرزقك الخشوع في الصلاة فهي نعمه لا يحرم منها الا المحروم. كفانا الله كل سوء
• أمر الخشوع كبير ، وشأنه خطير ، ولا يتأتى إلا لمن وفقه الله لذلك ، وحرمان الخشوع مصيبة كبيرة وخطب جلل ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : (اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع..) رواه الترمذي 5/ 485 رقم 3482 وهو في صحيح سنن الترمذي 2769
• والله اعلم وصلى الله وسلم على محمد

__________________

مشكوووووووور ما قصرت جزاك الله خير

العفووو

نورت الموضوع بمرورك

مشكوووووور عالموضوع الأطلق من فخم[b]